نحن فخورون بنجاحنا بتطوير رؤية مشتركة للشركات المنضوية تحت مظلة قطاع البترول والبتروكيماويات نتيجة للدمج، وإدراك مدى قوة هذا الكيان الموحد وقدرته على تحقيق أهداف النمو الاستراتيجي للمجموعة.
لقد شهد عام 2017 تطورات هامة على صعيد صناعة البترول والبتروكيماويات، حيث تم دمج شركتي "الاستثمارات البترولية الدولية" (آيبيك)، و"المبادلة للتنمية"، الأمر الذي أثمر عن توحيد جهود العديد من فرق العمل والشركات العالمية تحت مظلة الشركة الجديدة، التي تشكلت كثمرة للدمج، مبادلة للاستثمار (مبادلة). وبذلك فقد أنشأنا كياناً استثمارياً عملاقاً يتمتع بإمكانية قوية للنمو، ويستند إلى أسس متينة لدفع عجلة النمو المستقبلي.
وقد انصب تركيزنا منذ إعلان الاندماج، على توفير بيئة عمل تتيح أعلى مستوى من التعاون والانسجام بين جميع موظفي قطاع البترول والبتروكيماويات في "مبادلة"، والذين يتمتعون بمهارات مهنية عالية. ونحن فخورون بنجاحنا بتطوير رؤية مشتركة تقوم على إدراك مدى قوة هذا الكيان الموحد وقدرته على تحقيق أهداف النمو الاستراتيجي للمجموعة.
أما أبرز إنجازات قطاع البترول والبتروكيماويات في "مبادلة" خلال العام 2017، فكان نجاح شركتنا التابعة، "نوفا للكيماويات" في استكمال استحواذها على حصص في أحد أكبر مصانع البتروكيماويات في الولايات المتحدة الأمريكية ويقع في ولاية لويزيانا. وتقدر القيمة الإجمالية للصفقة بنحو 7.7 مليار درهم إماراتي (2.1 مليار دولار أمريكي)، وتمثل خطوة هامة نحو تأسيس حضور قوي في السوق الأمريكي.
ومن جهة أخرى، أعلنت "نوفا للكيماويات" و"بورياليس" عن تأسيس مشروع مشترك مع "توتال" في الولايات المتحدة الأمريكية. وسيضم هذا المشروع المشترك المرافق الحالية والجديدة، وسيستفيد من التقنيات والخبرة الفنية والمعرفة بالسوق التي تتمتع بها الشركات الثلاث، كما سيستفيد من الشراكة القائمة بين "مبادلة" وشركائها لتحقيق أعلى فائدة ممكنة.
وفي قطاع الاستكشاف والإنتاج، أكملت شركتنا، "مبادلة للبترول" أعمال الهندسة والتصميم في حقل "بيغاغا" للغاز الطبيعي في ماليزيا، الذي دخل حالياً مرحلة التطوير. كذلك شهد قطاع النقل والتخزين نمواً قوياً حيث حقق عوائد جيدة طوال العام.
مع توسع عمليات وأعمال قطاعنا، تزداد أهمية التعاون مع شركائنا المحليين، وقد شهد عام 2017 زخماً جديداً لعلاقتنا الاستراتيجية مع شركائنا المحليين، مثل شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، حيث أبرزت مباحثاتنا مع "أدنوك" وجود فرص جيدة لتطوير مجمع عالمي جديد لإنتاج "الكيل بنزين الخطي" في أبوظبي باستخدام تقنيات شركتنا، "سيبسا". كما أحرزت شركتنا، "بورياليس" تقدماً كبيراً في مفاوضاتها مع "أدنوك" بشأن تطوير أعمال البتروكيماويات في أبوظبي.
وفي إطار استراتيجيتنا للفترة القادمة، نولي أهمية قصوى لبناء علاقات وثيقة مع بقية قطاعات وشركات المجموعة من أجل تعزيز أهداف الاندماج. وقد تم اتخاذ عدد من المبادرات في هذا الصدد، من بينها انتداب مجموعة من كوادرنا الإماراتية الشابة للعمل عن قرب مع زملائهم في الشركات التابعة للمجموعة. ويوفر هذا التواصل والتفاعل فرصاً جيدة لتبادل المعرفة وتطوير الكفاءات المهنية.
بالنسبة لي شخصياً، أعتبر ذلك من أهم الجوانب التي ينبغي أن نركز عليها وهو أمر يتماشى مع التزامنا الدائم بتوفير الفرص للكوادر الإماراتية.
لقد خصصنا وقتاً طويلاً لوضع خارطة طريق لقطاع أعمالنا. وتمثلت نقطة البداية في إجراء مراجعة استراتيجية لأداء قطاع الأعمال في النصف الثاني من عام 2017. وبفضل هذه المراجعة تمكنّا من اعتماد استراتيجية نعمل حالياً على وضعها موضع التنفيذ والاهتداء بها في عملنا خلال السنوات الخمس القادمة.
نحن ندرك أن قطاع أعمالنا، كغيره من قطاعات الصناعة، يواجه تحديات هيكلية كبيرة نتيجة للتحولات المذهلة في مجال الابتكار والتقدم التكنولوجي. ولذلك أجرينا تقييماً للجوانب والمجالات التي يمكن لنا فيها استثمار هذه التحولات لتحقيق قيمة إضافية في قطاعات الاستكشاف والإنتاج والنقل والتخزين والتكرير والبتروكيماويات. ولدينا الآن خطة واضحة سنضعها موضع التنفيذ في المرحلة القادمة.
وبدراسة الفرص المستقبلية، تبين لنا أن قطاع البتروكيماويات ينطوي على فرص نمو مشجعة نستطيع استثمارها والاستفادة منها، خاصة وأن لدينا تقنيات رائدة عالمياً مثل تقنية "بورستار" التي تملكها شركتنا "بورياليس"، وتقنية "اسكليرتيك" المتقدمة لشركتنا "نوفا للكيماويات". وفي اعتقادنا أن هذا القطاع يمكنه أن يعود علينا بنتائج طيبة في الفترة القادمة.
في قطاع الاستكشاف والإنتاج، سنولي أهمية أكبر للغاز والذي تشير التقديرات إلى أنه سيواصل لعب دور هام على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. كذلك ينطوي قطاع النقل والتخزين على فرص جيدة يمكن أن تحقق لنا عوائد مستقرة وأرباحاً مستدامة.
وسنولي اهتماماً كبيراً بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من إمكانات مختلف مكونات القطاع وتشجيع التعاون فيما بينها من أجل تعزيز القيمة الكلية المستفادة من أعمالنا. وبفضل هذا التكامل، سوف نتمكن بمرور الوقت من تبني نهج استثماري يهتم بتحقيق القيمة في الوقت المناسب واستثمار الفرص الكفيلة بتحقيق ذلك متى سنحت.
تركّز الشركات التابعة لقطاع البترول والبتروكيماويات، والعاملة في مجال الاستكشاف والإنتاج على استكشاف موارد النفط والغاز واستخراجها في مواقع متعددة حول العالم. وتشمل هذه العمليات تأمين حقوق الاستكشاف في مناطق واعدة، وتقييم الإمكانات المتوقعة للتنقيب عن الموارد النفطية. وتحديد مخزونات النفط الصالحة للاستثمار التجاري، ومن ثم الدخول بمرحلة التطوير ثم الإنتاج. وتضم محفظتنا من شركات النفط والغاز عالمية المستوى، عدداً من الشركات المتكاملة التي تغطي قطاعات متنوعة أو سلسلة القيمة الكاملة.

بمجرد استخراج الموارد النفطية والغاز وخضوعها لعمليات المعالجة الأولية من أجل فصل مكوناتها وتحديدها، تمر بعمليات النقل والتخزين التي يتم خلالها توصيل هذه الموارد إلى المستخدمين النهائيين أو محطات المعالجة. وفي هذه المرحلة، ينقل النفط الخام وغيره من السوائل إلى محطات التكرير عبر خطوط الأنابيب أو عن طريق الحاويات البحرية أو الشاحنات. وقد يتم نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب، أو تسييله ونقله عبر الحاويات البحرية إلى محطات قريبة من المستخدمين النهائيين، حيث تتم إعادته إلى حالته الغازية. كذلك يحتاج كلٌ من النفط والغاز الطبيعي المُسال إلى التخزين.

في المرحلة النهائية من سلسلة القيمة في صناعة النفط والغاز، يتم استخلاص المشتقات من النفط الخام لإنتاج مواد الوقود، مثل "الجازولين" و"الديزل" و"الكيروسين"، كما تتم معالجة منتجات النفط والغاز لتصنيع عددٍ من المواد المستخدمة في الصناعات البلاستيكية وطيف واسع من الصناعات الكيماوية، مثل المنظفات.
