تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، نواصل العمل على تحقيق رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال خلق الفرص للمواطنين وتعزيز حضورنا العالمي لمصلحة الأجيال القادمة.

لقد ظلت مبادلة منذ أكثر من عقدين من الزمان تساهم مساهمة قيّمة في تحقيق طموحات دولتنا، وما تزال ماضية في طريق التقدم والنمو.

ساهمت مبادلة، من خلال استثماراتها داخل الدولة وخارجها، في إرساء أسس قوية لاقتصادنا غير النفطي، حيث أنشأت قطاعات جديدة تماماً وعملت على تطويرها، ووفرت البنية التحتية اللازمة لرفاهية المجتمع الإماراتي وازدهار الاقتصاد المحلي.

وقد اتضحت أهمية تلك المساهمات حين انضمت دولة الإمارات للجهود العالمية لمكافحة جائحة كوفيد-19، ونحن فخورون بالمشاركة الفعالة لمبادلة في تلك الجهود الدولية.

وقد كانت مبادلة للرعاية الصحية في طليعة المبادرين في تلك الجهود على المستوى المحلي، فيما بادرت الشركات التابعة لمبادلة داخل الدولة وخارجها بتقديم مساهمات متنوعة للتصدي لهذه الأزمة، في تجسيد حي لقيمنا المؤسسية.

فقد أطلقت شركات المجموعة العديد من المبادرات، من بينها تقديم الدعم للعملاء والمجتمعات، وتوفير وسائل الاتصال الرقمي والإمدادات الطبية الحيوية، وتطوير اللقاحات، وتطبيق تقنيات البيانات الكبيرة في مجال البحوث الطبية وتوفير الرعاية الصحية.

وعقب تجاوزنا لهذه الأزمة، ستواصل استثمارات مبادلة وشراكاتها مع أبرز المؤسسات الرائدة في العالم، المساهمة في تعزيز مكانة دولة الإمارات كدولة ذات ارتباط حيوي بالعالم وكمركز مستدام للأفكار الخلاقة والإبداع في المنطقة.

إن مبادلة تعد تجسيداً لقيمنا كدولة، وسوف تستمر في القيام بدورها الرائد كمستثمر عالمي يساهم في تحقيق القيمة لدولة الإمارات ولكل المجتمعات التي نعمل في محيطها.

شكّل عام 2019 علامة فارقة في مسيرة مبادلة، ليس فقط لأنه كان أفضل عام في تاريخ الشركة من ناحية الأداء ولكن أيضاً لأننا أكملنا فيه التحول إلى شركة استثمار عالمية تعمل تحت اسم شركة مبادلة للاستثمار.

فقد أصبحت مبادلة اليوم مؤسسة عالمية تتميز بالتنوع والمرونة. وتستند استراتيجيتنا إلى نهج متوازن في التعامل مع المخاطر والتقلبات السلبية، والسلاسة والقدرة على بيع الأصول واستثمار الفرص الجديدة وفق تقديرات مناسبة للقيمة.

خلال عام 2019، استثمرنا في العديد من القطاعات ذات التوجه المستقبلي، شملت التعليم، والعلوم الحياتية والتكنولوجيا الطبية، والذكاء الاصطناعي، والنقل، والاستثمار الزراعي. كل هذه القطاعات لها تأثير كبير في نمو الاقتصاد العالمي والتصدي للتحديات المجتمعية الخطيرة.

كذلك تمكنّا من تعزيز حضورنا العالمي، حيث أصبحت لدينا الآن مكاتب في كل من نيويورك وسان فرانسيسكو وموسكو وريو دي جانيرو، إضافة الى مكتب مشترك في هونغ كونغ، وتواجد على الأرض في لندن. وسيساعدنا هذا الانتشار على أن نكون قريبين من أسواقنا وبالتالي تتيح لنا الاستثمار في الفرص الجديدة بطريقة أكثر فاعلية والتواصل المباشر مع شركائنا المحليين.

في عام 2019 أصبحت تحديات التغير المناخي أكثر وضوحاً، وبرزت أهمية التحول المدروس إلى مصادر الطاقة المستدامة. لقد بادرنا منذ عام 2006 بإنشاء شركة "مصدر" لكي تصبح رائدة في مجال الطاقة النظيفة وتكنولوجيا الاستدامة، ولعل من الشواهد على التزامنا العميق بالطاقة المستدامة أن هذه الشركة تعمل اليوم في 25 دولة في مختلف مناطق العالم.

من أهم أولوياتنا العمل على جعل أبوظبي مركزاً حيوياً للتكنولوجيا والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد ساهم التزام مبادلة نحو منصة Hub71 للتكنولوجيا في مساعدة العديد من المستثمرين البارزين في مجال التكنولوجيا وأصحاب الابتكارات على تأسيس أعمال لهم في إمارة ابوظبي خلال العام.

لقد ظلت مبادلة عبر السنوات تحقق القيمة لدولة الإمارات وللمجتمعات المحلية في المناطق التي نستثمر فيها في مختلف أنحاء العالم. وسوف يظل ذلك في طليعة أولوياتنا، خاصة ونحن نسعى لتجاوز تحديات جائحة كوفيد-19.

ولا بد لي من أن أتوجه بالشكر والتقدير لموظفينا، وخاصة العاملين في قطاع الرعاية الصحية، على جهدهم ومثابرتهم طوال العام الماضي وخاصة خلال هذه الأزمة.

وأنا على يقين بأننا سنكتسب المزيد من القوة ما دمنا نعمل يداً واحدة.